بعد سنوات من الإصابات المتكررة والسخرية من تسديداته الطائشة، تحوّل عثمان ديمبلي إلى نجم حاسم حمل باريس سان جيرمان إلى قمة المجد الأوروبي، ليُتوج بجائزة الكرة الذهبية 2025، ويصبح سادس لاعب فرنسي يحققها في التاريخ.
هذا التتويج جاء تتويجًا لموسم استثنائي قدّم فيه “ديمبوز” أداءً تاريخيًا، نال خلاله أيضًا جائزتي أفضل لاعب في الدوري الفرنسي وأفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا. فإلى جانب 16 تمريرة حاسمة، أضاف ديمبلي دقة تهديفية غير مسبوقة، بتسجيله 35 هدفًا في 53 مباراة عبر مختلف البطولات (الدوري، الأبطال، الكأس، مونديال الأندية وكأس الأبطال الفرنسية).
موسم العمر
ابن الثامنة والعشرين، الذي يبتعد حاليًا بسبب إصابة في الفخذ، قدّم أفضل موسم في مسيرته، متجاوزًا أرقامه السابقة مع برشلونة (14 هدفًا في 2018/2019). وبرز بشكل خاص عبر ثلاثيتين ضد شتوتغارت في دوري الأبطال وبريست في الدوري، ما عزز موقعه بين أبرز المرشحين للكرة الذهبية.
زميله ديزيريه دوي وصفه قائلاً: “قدم موسماً خارقاً، لم يكتفِ بالتهديف، بل كان حاضرًا في صناعة اللعب والواجبات الدفاعية، إنه لاعب استثنائي”.
لمسة إنريكي
مدربه لويس إنريكي منحه دور المهاجم الوهمي، جامعًا بين مهام صناعة اللعب ورأس الحربة، وأشاد بعد اكتساح إنتر ميلان 5-0 في نهائي دوري الأبطال قائلاً: “أمنح الكرة الذهبية لديمبلي ببساطة لطريقته الدفاعية وقدرته على الضغط”.
خلفاء العظماء
بهذا الإنجاز، يسير ديمبلي على خطى أساطير فرنسا: كريم بنزيمة (2022)، زين الدين زيدان (1998)، ريمون كوبا، ميشال بلاتيني، وجان-بيار بابان. وكان اللاعب قد وصف الكرة الذهبية من قبل بأنها “الكأس المقدسة”، قبل أن يظفر بها من أول ترشح له بين الثلاثين لاعبًا.
من الإصابات إلى القمة
منذ انتقاله إلى باريس صيف 2023، تغيّرت مكانته تدريجيًا داخل وخارج الملعب، خصوصًا بعد رحيل كيليان مبابي إلى ريال مدريد. وبفضل فريق عمل متكامل يضم معدًا بدنيًا وخبير تغذية ومحلل فيديو، إلى جانب دعم وكيله موسى سيسوكو وصديقه مصطفى دياتا، استطاع ديمبلي الحفاظ على لياقته وتفادي شبح الإصابات.
شخصية فريدة
ورغم تحوله إلى نجم عالمي، ما زال ديمبلي يحافظ على عفويته وروحه المرحة، واصفًا نفسه في غرف الملابس بـ”المهرج”. يحب المزاح والموسيقى الفرنسية (خصوصًا شارل أزنافور)، إلى جانب الأفلام الوثائقية عن التاريخ والحيوانات. أب لطفلة صغيرة، ويجمع بين عشقه للبقاء في المنزل وطبعه الطائش أحيانًا، لكنه اليوم يقف في القمة كأفضل لاعب في العالم.