بيراميدز يصفع الأهلي بثلاثية تاريخية في كأس القارات

في أمسية كبرى من أمسيات كأس القارات، نجح بيراميدز المصري في إثبات حضوره القاري بقوة، بعدما تفوق على أهلي جدة السعودي بنتيجة (3-1)، مساء الثلاثاء، ليبعث برسالة واضحة أنه ليس ضيفًا عابرًا، بل منافسًا قادرًا على مجابهة كبار القارة.

الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة انضباط تكتيكي عالٍ وقراءة دقيقة لمفاتيح لعب الأهلي، ما مكّن الفريق المصري من فرض إيقاعه والتحكم في مجريات اللقاء رغم الدعم الجماهيري الكبير لأصحاب الأرض.

بداية مرتبكة للأهلي

دخل المدرب الألماني ماتياس يايسله المواجهة بخيارات غير موفقة، بعدما أشرك الوافد الجديد فالنتين أتانجانا أساسيًا على حساب زياد الجهني، وأقحم البرازيلي ويندرسون جالينو رغم عدم جاهزيته البدنية، ليفقد تبديلًا مبكرًا بعد نصف ساعة فقط. ضعف الجبهة اليسرى زاد مع تراجع أداء البلجيكي ماتيو دامس، ما جعل دفاع الأهلي مكشوفًا أمام سرعات بيراميدز.

تكتيك محكم من بيراميدز

في المقابل، تعامل الكرواتي كرونوسلاف يوريشيتش بذكاء كبير، معتمدًا خطة (4-4-2) التي منحت فريقه توازنًا مثاليًا. ركز بيراميدز على تعطيل مفاتيح الأهلي، عبر مراقبة لصيقة لفرانك كيسيه وإنزو ميلوت، إضافة إلى الضغط المتواصل من فيستون مايلي على المدافع روجيه إيبانيز، ليمنعه من الخروج بالكرة.

الأهلي استحوذ أكثر في الشوط الأول، لكنه بقي بلا خطورة حقيقية، إذ غاب تمامًا تأثير الثنائي رياض محرز وإيفان توني بفضل صلابة بيراميدز الدفاعية. كما أغلق الفريق المصري الأطراف، حيث حدّ كريم حافظ بشكل واضح من خطورة محرز في الجبهة اليمنى.

ثغرات مستغلة

تكرر خطأ يايسله بالاندفاع المبالغ فيه وفتح الخطوط، خاصة في الجهة اليسرى التي استغلها محمود عبد الحفيظ “زلاكا” بمهاراته وسرعته، ليصنع فرصًا خطيرة كان أبرزها تمريرة الهدف الثاني لمايلي.

محاولات التعديل من المدرب الألماني لم تفلح، إذ ظهرت المساحات الكبيرة بين خطي الدفاع والوسط، ما سمح لبيراميدز بشن هجمات سريعة وحاسمة، أسفرت عن أهداف من كرات طولية وأخطاء في التمركز الدفاعي للأهلي.

حسم وسيطرة

الفريق المصري لم يركن للدفاع بعد الهدف الثاني، بل واصل الضغط العالي وسيطر على إيقاع اللعب، ليسجل الهدف الثالث ويقترب حتى من زيادة الغلة لولا غياب التوفيق في بعض الفرص.

وفي النهاية، خرج بيراميدز بأداء منظم وشجاع أكد به أحقيته بالفوز، فيما بدا الأهلي بلا حلول هجومية تُذكر، ليعيش واحدة من أسوأ لياليه القارية.