تتجه أنظار الجماهير العربية مساء الثلاثاء إلى ملعب البيت في قطر، الذي يستضيف واحدة من أقوى مواجهات بطولة كأس العرب 2025، عندما يلتقي منتخبا الأردن والسعودية في الدور نصف النهائي، في لقاء يَعِد بالكثير من الإثارة والندية، ويجمع بين منتخبين قدّما أداءً مميزًا خلال مشوارهما في البطولة.
الأردن.. مفاجأة البطولة وطموح كتابة التاريخ
يدخل المنتخب الأردني المواجهة بروح معنوية عالية بعدما قدّم واحدًا من أفضل عروضه في تاريخ مشاركاته بالبطولة.
“النشامى” تصدروا مجموعتهم بثلاثة انتصارات متتالية على الإمارات والكويت ومصر، قبل أن يعبروا العراق في ربع النهائي بهدف نظيف حمل توقيع علي علوان من ركلة جزاء.
ورغم الفرحة الكبيرة بالتأهل، إلا أن الإصابة القاسية التي تعرض لها المهاجم يزن النعيمات شكّلت صدمة للجهاز الفني بقيادة المدرب جمال السلامي، الذي لم يُخفِ تأثره بالحادثة بعد المباراة، لكنه أكد أن «روح الفريق قادرة على تعويض أي غياب».
الأردن يدخل المباراة بطموح كبير للوصول إلى نهائي البطولة لأول مرة، معتمدًا على تنظيم دفاعي محكم وانضباط تكتيكي ساعده على إغلاق المساحات أمام أقوى المنتخبات.
السعودية.. خبرة كبيرة وطموح العودة لمنصات التتويج
على الجانب الآخر، يواصل المنتخب السعودي تقديم مستويات قوية بقيادة نجومه الذين أثبتوا جاهزيتهم للمنافسة على اللقب.
“الأخضر” تجاوز دور المجموعات بنجاح، قبل أن يقدم مباراة ماراثونية أمام فلسطين في ربع النهائي انتهت بفوز السعودية 2-1 بعد التمديد، بفضل هدفي فراس البريكان ومحمد كنو.
وتملك السعودية واحدة من أقوى الهجمات في البطولة، مع تنوع أساليب اللعب بين الأطراف والعمق، إضافة إلى خبرة كبيرة لدى اللاعبين الذين يخوضون باستمرار منافسات إقليمية ودولية عالية المستوى.
ويسعى المنتخب السعودي لتحقيق لقب كأس العرب للمرة الأولى منذ عقود، خصوصًا مع اعتبار البطولة محطة أساسية للتحضير لكأس العالم 2026.
مواجهة تكتيكية معقدة
من المتوقع أن تحمل المباراة طابعًا تكتيكيًا عاليًا، حيث يعتمد الأردن على الدفاع المنظم والمرتدات السريعة، بينما يفضّل المنتخب السعودي الاستحواذ وصناعة اللعب من العمق.
وسيكون وسط الملعب العامل الحاسم في اللقاء، إذ تشير التوقعات إلى صراع قوي على الكرة بين الفريقين، مع أفضلية نسبية للسعودية في النقل الهجومي، مقابل أفضلية دفاعية للأردن من حيث الصلابة والالتزام.
مفاتيح الفوز
الأردن
- استغلال المساحات خلف أظهرة السعودية
- إغلاق العمق أمام تمريرات البريكان وكنو
- التركيز العالي في الكرات الثابتة
السعودية
- التسجيل مبكرًا لتخفيف الضغط
- الاختراق من الأطراف واستغلال السرعات
- الضغط المستمر على وسط الأردن لمنع المرتدات
سيناريوهات محتملة
تبدو المباراة متقاربة للغاية، وقد تُحسم بتفاصيل صغيرة، فيما لا يُستبعد أن تمتد للأشواط الإضافية أو ركلات الترجيح.
ووفق مستوى الفريقين في البطولة، تبدو الكفّة متوازنة، لكن الخبرة السعودية قد تمنح “الأخضر” أفضلية طفيفة، فيما يُعوّل الأردن على الروح القتالية وقدرته على مباغتة الخصم في اللحظات الحاسمة.
الجماهير تنتظر ليلة كروية كبيرة
مواجهة الأردن والسعودية ليست مجرد مباراة نصف نهائي، بل كلاسيكو عربي يجمع بين التاريخ والطموح، ويعد بأن يكون واحدًا من أقوى لقاءات كأس العرب هذا العام، وسط حضور جماهيري ضخم ينتظر فرحة الوصول إلى النهائي.
